بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف كان فريق أيكونم أول من وصل إلى مدينة تدمر منذ رحيل تنظيم داعش في مارس 2016. في مرحلة جديدة من مراحل هذا المشروع الضخم ((التراث السوري)) كانت هذه المهمة بمثابة فرصة مكنت من تقديم صورة واضحة للدمار الذي لحق ""بجوهرة الصحراء "" وتحديدا بمعبد بل. لذلك دأب إيف ابلمان مؤسس أيكونم والمتخصصون بالمديرية العامة للآثار والمتاحف على العمل الشاق تحت أشعة الشمس الحارقة لمدينة تدمر لعمل المسوحات الدراسية الضرورية لتوثيق الموقع الأثري. باستخدام أعلى مستويات من التكنولوجيا الحديثة مثل تكنولوجيا التصوير المساحي تمكن مهندسونا من إعادة بناء نموذج ثلاثي الأبعاد لبقايا معبد بل أي نسخة افتراضية له بعد أن تركوه مقاتلو داعش.

Temple of Bel by Iconem on Sketchfab

مكننا النموذج الرقمي الثلاثي الأبعاد من ملاحظة وجود كتل حجارة بقيت سليمة. على سبيل المثال هناك عمود وقعت كتله الحجرية على الأرض ولكنها في حالة جيدة. لكن يمكن أيضا رؤية أن هناك كتل حجارة تحطمت بالكامل وذلك بفضل دقة النموذج المُعد. من بين نتائج هذه الدراسة الشاقة إعداد تقدير لكمية كتل الحجارة التي ما تزال في حالة جيدة. هذا العمل المتعمق سيكون بمثابة مصدرا وثائقيا للتحليلات والخبرات العملية التي يقودها فريق من المتخصصين من المديرية العامة للآثار والمتاحف، إلى جانب دعم منظمة اليونسكو والخبراء من جميع أنحاء العالم. وجد أن دعم أيكونم ضروريا لتوثيق ظهور وحالة الموقع الأثري بعد رحيل تنظيم داعش والذي سيأتي بثمارة لاستفادة المجتمع العلمي. يعد معبد بل بالطبع واحدا من المباني الأساسية في مدينة تدمر. خُصص هذا المعبد في عام 32 ميلادي وكُرس لحماية وحفظ إِلَهِيَّة مدينة تدمر التابعة لإله ما بين النهرين "بل". كان معبد بل واحدا من أفضل المعابد الأثرية المُحافظ عليها في سورية قبل تدميره و الشاهد على حضارة القوافل المتنقلة الغنية هذه.