يوجد المسجد الأموي المعروف أيضاً باسم جامع بني أمية الكبيرفي مدينة دمشق القديمة، وهو واحد من أكبر وأعرق المساجد في العالم، ويعتبره بعض المسلمين رابع أقدس مكان إسلامي.

كانت البقعة المقدسة التي بني فوقها الجامع الأموي مكان للعبادة لمدة أكثر من ثلاث آلاف سنة، عندما شق الملك الآرامي حزائيل طريقه للسلطة في عام 805 ق.م، قام ببناء معبدا جليلا للإله حداد الأراني، وهو الإله الوثني للمطر والرعد. وقد أصبح هذا المعبد واحدا من أكبر المعابد السورية حتى تم تدميره بأيدي الملك الآشوري تغلث فلاسرعام 732 ق.م.
في أعقاب الغزو الروماني لسورية عام 64 ق.م بقيادة بومبيوس، تحول المعبد لخدمة الإله جوبيتر (وهو تجسيد آخر للإله زيوس وحداد)،والذي لا تزال آثاره القديمة موجودة حتى الآن مثل البوابة الجنوبية، وأجزاء من الحرم المقدس الخارجي (بيريبولوس).
وبعد ذلك في خلال أوج قمة ازدهار المسيحية في أوروبا، قام الإمبراطور ثيودوثيوس (في الفترة من 379 -395 م) إلى تحويل المعبد الذي لا يزال قائما لكنيسة مهيبة مخصصة للقديس يوحنا المعمدان، وتم الانتهاء من بنائها في عهد ابنه آركاديوس (في الفترة من 395-408 م).

mosquee_02_840

فتحت الجيوش الإسلامية سوريا بقيادة القائد المعروف خالد بن الوليد في عام 634 م، حيث واجهته مقاومة مشتتة وضعيفة من الخصم البيزنطي.وفي وقت قريب عام 635 م، أصبحت دمشق مدينة إسلامية. على الفور خلال السنوات 72 اللاحقة، تشارك سكان المدينة المسلمين والمسيحيين على حد السواء ممارسة طقوسهم في هذا المكان المقدس كمعبد مُدمج كنيسة ومسجد في جنبا إلى جنب. وبعد ذلك، قام الخليفة الوليد بتشييد الجامع كنصب تذكاري فريد.

Mosquee_05_840

بدأت الأعمال في عام 705 م على يد الوليد الذي استخدم الجدار الداخلي لتيمينوس كهيكل لصرحه الجديد، مع التوسع قليلا باتجاه الغرب. وتم جلب أفضل العمال والمعماريين والفناني من بلاد مختلفة مثل بلاد فارس، الهند، وبيزنطة. بالإضافة إلى مجموعة من أجود مواد البناء مثل الرخام والفسيفساء والذهب والفضة والدهانات النادرة.

mosquee_04_840

Mosquee_03_840

Maps of Damascus Mosque

رسخ الجامع الأموي المبادئ الأصلية لمفاهيمه المبتكرة، لأنه أول مسجد في التاريخ الإسلامي يتميز بهذه الفخامة والحجم الكبير. وبالرغم من اعتماده نوعا ما على الأنماط السورية القديمة، فإن لمسة المهارة الإسلامية كانت واضحة. ساهم صعوده وازدهاره في ظهور أسلوب مستقل للعمارة والفن الزخرفي، حيث ساعد ذلك على خلق شخصية جديدة ذات هوية ثابتة.

Source: A.N. Ibesch

mosquee_01_840

See Iconem on Sketchfab

Bibliography

Akili (T.), 2009 : The Great Mosque of Damascus. From Roman Temple to Monument of Islam, Damas, Municipal administration, Modernisation program.

Creswell, (K A C.), 1932 : Early Muslim Architecture, I, Oxford, Clarendon Press.

Degeorge (G.), La Grande Mosquée des Omeyyades – Damas, Imprimerie nationale, Paris, 2010.